چکیده:
دعبل الخزاعی أکبر شعراء الشیعة فی العصر العباسی الأول و بدایة العصر الثانی، ذلک العصر الذی عُرف بالثبات والاستقرار من الناحیة السیاسیة، وکثرة المذاهب والنحل من الناحیة الفکریة والعقیدیة؛ نشأ الشاعر فی الکوفة و قد غذّت روحه من ینابیع الشیعة و انطبعت بطابعها؛ شبّ دعبل علی الإحساس بالظلم و الاضطهاد و لقّب بالشاعر الهجّاء الذی حمل خشبته علی عاتقه منذ خمسین سنة باحثاً عمّن یصلبه علیها. تصدّی الشاعر فی کثیر من أشعاره للانحراف و الأوضاع السیاسیة الفاسدة و قام بتنویر الرأی العام و توعیة المجتمع العباسی. من خلال نظرتنا إلی أشعاره تبیّن أنّه استخدم فی أدبه السیاسی روحاً تهکّمیةً ساخرة فی هجاء الخلفاء العباسیین و وزرائه و ولاته و نقد النظم السیاسیة القائمة و استطاع أن یصوّر الحکم المتقلّب و الحالة القلقة و الانحطاط السائد و تبلبل الأمور و فوضی الأعمال فی هذه الفترة. کما تبیّن أنّ الشاعر لم یقصد من هجائه الساخر، الإضحاک و الهزل، بل کانت سخریته ذات أهداف سیاسیة و اجتماعیة بنّاءة. من هذا المنظور جاء هذا البحث لدراسة الجانب الساخر فی شعره السیاسی.