من فقهائنا: الصدوق الأول علی بن بابویه القمی (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، وسلام علي المرسلين لا سيما اشرفهم نبي الهدي وامام المتقين ، و آله اعلام التقي والعروة الوثقي ومنارة المخبتين ، واصحابه الاوفياء المخلصين ، ومن اتبعهم باحسان الي يوم الدين . وبعد . .

ان المدرسة الفقهية التي اغنت الفكر الفقهي الاسلامي بعطائها الثر ، لا ريب انها مدرسة اهل البيت عليهم السلام التي يعبر عنها في البحوث المتخصصة بتاريخ التشريع عادة بمدرسة النص ، وهي المدرسة التي تزعمها امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله تعالي عليه ، ومن بعده الائمة من اولاده الاطهار عليهم السلام ابتداء بابي محمد الحسن بن علي السبط (ت/50ه) عليه السلام وانتهاء بابي محمد الحسن بن علي الزكي (ت/260ه) عليه السلام ، اذ حلت بوفاته الغيبة الصغري للامام المنتظر (عج) وتقلص فيها عصر النص الي ان انتهي بانتهائها سنة (329ه)، ولقد كانت هذه المدرسة – وبحكم كون قادتها من اهل بيت الوحي ومهبط التنزيل (1) – الامتداد الطبيعي الوحيد المعقول لفكر النبوة ومنهج الرسالة ، اذ لا يراد من خاتميتها غير بقائها كما هي وخلودها فكرا وعقيدة; ولهذا كان نبذ الراي والتمسك بنصوصها من ابرز مميزات مدرسة اهل البيت عليهم السلام (2) .

ومن تتبع تاريخ النشاط الفقهي لهذه المدرسة نجد اتساع رقعتها من المدينة المنورة الي العراق (الكوفة وبغداد وسامراء) الي خراسان ، حيث يتواجد قادتها عليهم السلام ، ولكثرة اتباعها في عهودهم ولصعوبة الاتصال بهم في كل وقت ، ظهرت مدرسة فقهية اخري اخذت مقومات وجودها ، واستمدت شرعيتها من امضاء مدرسة النص نفسها فكانت تبعا لها في المنهج ، تلك هي مدرسة الفقهاء الرواة التي قادها الفقهاء الرواة من امثال: زرارة بن اعين (ت/150ه)، وابان بن تغلب (ت/150ه)، ومحمد بن مسلم (ت/150ه)، ويونس بن عبدالرحمن (ت/ 208ه)، والفضل بن شاذان (ت/260ه) واضرابهم رضي الله تعالي عنهم .

واهم ما امتازت به هذه المدرسة ، هي الممارسات الفقهية في تطبيق نصوص مدرسة النص علي مواردها دون ملاحظة التفريعات الفقهية .

ولما اوشك عصر النص علي الانتهاء بحلول الغيبة الصغري سنة (260ه)، كان التراث الفقهي الشيعي موزعا بين احاديث اهل البيت عليهم السلام – وهي الاعم الاغلب – التي جمعت في كتب كثيرة اشهرها واكثرها اعتمادا الاصول الاربعمائة ، وبين فتاوي الفقهاء الرواة ، ومن هنا برز دور المحدثين العظام; اذ اصبحت مهمة الفقه الجسيمة ملقاة علي عاتق العظماء والنابغين منهم .

فالمحدثون الكبار اذن هم اول من تصدي لزعامة الفقه الشيعي في عصر الغيبة الصغري . وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن ابرزهم في الري وبغداد وهو ثقة الاسلام الكليني رضي الله تعالي عنه ، فحق لنا ان نتحدث عن شيخ الفقهاء والمحدثين في مدينة قم المقدسة في عصر الغيبة ، ذلك هو الشيخ الاجل علي بن بابويه القمي رضي الله تعالي عنه .

عصره:

ان العصر الذي عاشه شيخنا علي بن بابويه ، هو العصر العباسي الثاني بكامله تقريبا ; اذ بدا بعهد المتوكل العباسي سنة 232ه ، وانتهي بدخول البويهيين الي العراق سنة 334ه .

فكان عصره من الناحية السياسية يتسم بتغلب العنصر التركي الذي اطلقت يده في سياسة الدولة ، والتلاعب بمقدرات الامة ، فدخلت – علي اثر انحلال الاوضاع السياسية – عناصر اجنبية كثيرة في المجتمع المسلم كالتركية والرومية والبربرية ونحوها ، وكان لكل منها لغته واخلاقه وعاداته مما ادي ذلك الي نشوء الفرق وتعددها ، وشيوع المقالات المنحرفة واختلافها (3) .

وعلي النقيض من ذلك نجد تطور حركة الفقه الاسلامي عموما في ذلك العصر; اذ نشات طبقة من فقهاء المذاهب الاسلامية في ذلك العصر . فقد برز اسحاق بن حماد (ت/275ه) وولده اسماعيل (ت/282ه) وعمر بن محمد (ت/331ه) في الفقه المالكي ، ومحمد بن شجاع الثلجي (ت/256 او 257ه)، والطحاوي (ت/322ه) في الفقه الحنفي . والمزني (ت/264ه)، ومحمد بن عبدالله الصيرفي (ت/330ه)، واحمد بن ابراهيم بن يوسف بن احمد الكاتب – وهو من تلاميذ الكليني – ولد سنة (281ه) في الفقه الشافعي ، وابن الحربي (ت/285ه) وعبدالله بن احمد بن حنبل (ت/290ه) في الفقه الحنبلي ، زيادة علي ظهور فقهاء من المذاهب والفرق الاخري ، كالطبري (ت/310ه) الذي كان شافعيا واستقل بمذهب خاص به (4) ، وهكذا الحال بالنسبة الي المذهب الزيدي الذي انتشرت آراؤه في ذلك العصر بفضل الدولة العلوية في طبرستان التي امتد نفوذها الي الري والمدن المجاورة خلال السنوات (250 – 253ه) الي ان انقرضت (سنة 316ه) (5) .

وفي هذا العصر بالذات الف اصحاب الصحاح الستة – عند اهل السنة – كتبهم وهي: صحيح البخاري (ت/256ه)، وصحيح مسلم (ت/261ه)، وسنن ابن ماجة (ت 273ه)، وسنن ابي داود (ت/275ه)، وجامع الترمذي (ت/279ه)، ومجتبي النسائي (ت/303ه) .

اما عن تطور الفقه والحديث الشيعيين في ذلك العصر ، فمن الصعب جدا استيفاء الحديث عنه في هذه العجالة ; لانهما فيه خلاصة لقرنين ونصف من الزمان لم تتوقف فيها عجلة التدوين ، ويكفي ان بلغت مدونات الشيعة في تلك الفترة – واغلبها في الفقه والحديث – اكثر من ستة آلاف وستمائة كتاب علي ما ضبطها الشيخ الحر العاملي رحمه الله تعالي (6) .

اذن ، عصر الشيخ علي بن بابويه هو عصر النهضة الفكرية بكل ابعادها ، وقد شملت جميع بلاد الاسلام خصوصا المراكز العلمية فيها كبغداد والكوفة والري وقم ومصر والشام ومكة والمدينة .

بيئته:

لا شك ان للبيئة بموقعها العلمي ومركزها الثقافي آثارا مهمة في تحديد معالم التوجه الفكري للنابغين فيها ، والبيئة التي استوطنها الشيخ علي بن بابويه رضي الله تعالي عنه قد تمتعت بما لم يتمتع بمثلها الا القليل من حواضر العلم والدين في البلاد الاسلامية ، فهو قد عاش في مدينة قم المقدسة ، تلك المدينة التي كانت من قلاع التشيع المنيعة منذ نشوئها والي يومنا هذا (7) .

ويظهر ان مدينة قم التي استوطنها الصدوق الاول رضي الله تعالي عنه كانت في اوان عصر الغيبة وعهد نيابة النواب الاربعة رضي الله تعالي عنهم حافلة بعلماء الشيعة وفقهائهم ومحدثيهم ، ومركزا فقهيا كبيرا من مراكز البحث الفقهي (8) بحيث استقطبت الفقهاء والمحدثين من بلاد التشيع العريضة .

ويدل عليه ما رواه الشيخ الطوسي قدس سره عن ابن الغضائري عن محمد بن احمد بن داود القمي ، قال: حدثنا سلامة بن محمد ، قال: «انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التاديب الي قم ، وكتب الي جماعة الفقهاء بها ، وقال لهم: انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شي ء يخالفكم ؟

فكتبوا اليه: انه كله صحيح ، وما فيه شي ء يخالف الا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام ، والطعام عندنا – مثل الشعير – من كل واحد صاع » (9) .

ولا يخفي ما في هذه الرواية من دلالة صريحة علي كون قم من مراكز الفقه الشيعي المهمة في عصر الصدوق الاول ، وانها كانت منتجع الفقهاء الفحول بحيث يراجعهم من مثل الشيخ العظيم الحسين بن روح (ت/326ه) سفير الامام الخاص عليه السلام ، ويطلب منهم مراجعة كتاب التاديب .

ومما يدل علي نشاط الحركة الفقهية في بيئة الصدوق الاول نشاطا واسعا كثرة جوابات ابي القاسم الحسين بن روح رضي الله تعالي عنه التي يبعثها من بغداد الي فقهاء قم علي اثر استفساراتهم ورسائلهم (10) ، هذا في الوقت الذي كانت فيه قم تعج بآلاف المحدثين من حملة فقه اهل البيت عليهم السلام ، فقد ذكر العلامة المجلسي الاول في شرحه علي كتاب من لا يحضره الفقيه – بالفارسية – ما ترجمته: «ان في زمان علي بن الحسين بن بابويه المتوفي سنة 329 كان في (قم) من المحدثين مائتي الف رجل » (11) .

ومن هنا تعرف مكانة من يشار له بالبنان في هذا الوسط الفقهي الحديثي المزدحم بآلاف العلماء ، وينتزع الخلود كالصدوق الاول .

اسمه ، وكنيته ، ولقبه:

هو الفقيه الجليل الشيخ علي بن الحسين بن موسي بن بابويه ، ابو الحسن القمي باتفاق كتب الرجال والتراجم .

ويعرف بكتب الفقه ب (علي بن بابويه) ويلقب ب (الصدوق الاول) ويلقب ابنه ابو جعفر محمد بن علي بن بابويه صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه ب (الصدوق الثاني)، او (الصدوق) مطلقا ، واذا اطلق (ابن بابويه) فالمراد به الابن الشيخ الصدوق ، ويطلق ايضا علي علي بن بابويه وعلي ابنه الآخر الحسين بن علي بن موسي ابن بابويه ، ولو ثني بقولهم: (ابنا بابويه) فالمراد به الصدوقان (12) .

ولادته ، وتقدير مدة عمره:
الظاهر ان ولادة الشيخ علي بن بابويه كانت في مدينة قم المشرفة; اذ نشا في هذه المدينة وتتلمذ علي شيوخها وروي عنه اعلامها ونسب اليها ، ففيها اسرته ومقره ومقامه ومتجره وقبره رحمه الله .

اما تاريخ ولادته بالضبط فلا سبيل الي تعيينه ، ولكن – بالبناء علي صحة رسالة الامام العسكري (ت/260ه) عليه السلام اليه ، كما ستاتي في جمل الثناء عليه – يمكن القول ، بانه لم يتجاوز النصف الثاني من القرن الثالث الهجري الا وقد كان عمره فوق سن تحمل الرواية .

وحيث سينتهي بنا البحث الي ان سنة وفاته هي سنة 329ه فسيكون عمره الشريف بحدود قرن من الزمان ، وزيادة علي مخالفة هذا التقدير لسيرة الرجاليين في التنصيص علي المعمرين في تراجمهم ، فانه لو تم لكانت رواية الشيخ علي بن بابويه القمي عن اعلام الطبقة الخامسة – مثل ابراهيم بن هاشم القمي ، والحسين بن الحسن بن ابان القمي ، والفضل بن شاذان النيسابوري ، ومحمد بن عبدالجبار القمي ، وغيرهم من اجلاء هذه الطبقة لا سيما الاشعريين – بلا واسطة; لكونه معهم في زمان واحد ومكان واحد .

غير انا نجد رواياته الكثيرة جدا عنهم كانت جميعها بالواسطة ، وواسطته هم مشايخه من الطبقة الرابعة ، واغلبهم من مشايخ ثقة الاسلام الكليني الذي انتهي بنا التحقيق – في الحلقة السابقة – الي ان ولادته كانت في اواخر سني حياة الامام الزكي الحسن بن علي العسكري عليهما السلام . وهذا هو من اقوي الاشكالات الموجهة الي الرسالة المتلقاة بالقبول .

اسرته:

اسرة (آل بابويه) معروفة في التراجم ، خرجت العديد من رجالات العلم والدين ، وانجبت العشرات من فحول الفقهاء والمحدثين ، وهي من الاسر العريقة والبيوتات الفاضلة ، قال عنها المؤرخ الشهير ابن ابي طي: «بيت العلم والجلالة » (13) .

اما عن سلسلة آباء الشيخ علي بن بابويه ، فيعرف منها جده الادني موسي بن بابويه ; اذ كان من الثقات الرواة ، فقد اعقب ولدين فاضلين وهما الحسين ، ومحمد .

اما محمد فقد اعقب الحسن وبنتا من ام ولد هي زوجة الصدوق الاول ، والحسن اعقب الحسين ابا عبدالله القمي .

اما الحسين بن موسي ، فقد كان عقبه في علي ابي الحسن شيخنا المعظم ابن بابويه وبنت هي ام الحسين ابي عبدالله ، زوجة ابن عمها الحسن بن محمد بن موسي .

اما شيخنا علي فان ولده من ديلمية ; اذ لم يرزقه الله تعالي ولدا من زوجته بنت عمه التي كانت امها ام ولد ، وكان عقبه – من الديلمية – في ثلاثة:

الاول: هو الشيخ الصدوق محمد بن علي من اجل فقهاء عصره علي الاطلاق .

والثاني: الحسن بن علي ، وكان خيرا فاضلا زاهدا عابدا .

والثالث: الحسين ، يكني ابا عبدالله ، وهو من اجلاء المشايخ وثقاتهم الذي اعقب ثقة الدين الشيخ حسن ، ومن هذا الشيخ كان البيت والولد ; اذ خلف الشيخ حسن ثقة الدين خمسة ذكور ، وهم: ابو المعالي ، وابو المفاخر هبة الله ، وعبدالله ، ولم يعقبوا ، والحسين ، ومحمد .

اما الحسين فولده شمس الاسلام يكني ابا محمد الحسن المعروف بحسنكا ، وقد خلف حسنكا ولدين: موفق الدين ابا القاسم عبيدالله ، وابا زكريا الحسن ، اما الاول فهو والد الشيخ منتجب الدين ابي الحسن علي صاحب كتاب الاربعين ، والفهرست المعروف ب (فهرست منتجب الدين) وغيرهما، واما الثاني فقد اعقب ابا الحسين جعفر.

واما محمد فقد خلف اربعة ذكور هم: سعد وقد اعقب بابويه ، والثلاثة الاخر هم: نجم الدين ابو الحسن علي ، وابو ابراهيم اسماعيل ، وابو طالب اسحاق (14) .

وقد كان معظم رجالات هذه الاسرة الفاضلة من حملة الحديث الشريف ، قال المجلسي الاول: «وكان الحسين بن علي بن بابويه ثقة وخلف ولدان كثيرة كلهم من اصحاب الحديث » (15) . ويدل عليه ان رواية ابناء آل بابويه عن آبائهم قد اتخذت مثالا – بكتب الدراية – علي رواية الابناء عن ستة من الآباء ، كما هو الحال في رواية الشيخ الجليل ابي علي الحسن منتجب الدين ، عن ابيه الشيخ عبيدالله ابي القاسم موفق الدين ، عن ابيه الشيخ حسن ابي محمد المعروف بحسنكا شمس الاسلام ، عن ابيه الحسين ، عن ابيه الشيخ حسن ثقة الدين ، عن ابيه الشيخ الحسين ابي عبدالله القمي ، عن ابيه الشيخ علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي (16) .

هذا ، ومن مراجعة تراجم افراد هذه الاسرة في كتب الرجال ، لا سيما في فهرست الشيخ منتجب الدين (17) – اذ ترجم لبعضهم – ، يعلم ما قدمته هذه الاسرة الفاضلة من خدمات جليلة للاسلام والمسلمين .

شخصيته ، ومؤهلاته:

للصدوق الاول قدس سره شخصية علمية واجتماعية بارزة ، واضحة المعالم وذات ابعاد خصبة ، وجوانب متعددة ، وسوف نتعرض لاهمها دون الخوض في تفاصيلها (18) ، وذلك فيما يخص البعد العقائدي والعلمي المتميز بضخامة مروياته كما ونوعا ، وسعيه المتواصل في توسيع دائرة معارفه بتعدد رحلاته العلمية واسفاره ، وكثرة مشايخه ، واعداده لجيل من الفقهاء والمحدثين ، ثم مؤلفاته التي سننطلق منها لبيان منهجه الفقهي ، ثم نختتم الحديث عن شخصيته ومؤهلاته بشهادة اعلام الطرفين: الشيعة واهل السنة علي علو مقامه ، واطلاقهم جمل الثناء عليه ، مع مراعاة الاختصار ، وعلي النحو الآتي:

اولا – البعد العقائدي:

ويتمثل هذا البعد في مجال حرصه الشديد علي معالجة القضايا العقائدية من وجهة النظر الاسلامية الصائبة بهدي من فكر اهل البيت عليهم السلام ، فكان رحمه الله تعالي داعية الي الحق ، غيورا علي الدين ، حريصا علي تنبيه الغافلين وردع المنحرفين والمغالين بقلبه ولسانه ويده ، وذلك اصدق الايمان ، كما سيتضح من الامور التالية:

1 – ما كتبه حول الغيبة: كان الشيخ علي بن بابويه قدس سره – بحكم معاصرته لغيبة الامام المهدي عليه السلام ، ومسؤوليته العظمي في نشر الفهم الاسلامي الصحيح لعقيدة المهدي الموعود المبشر بظهوره في آخر الزمان – حريصا علي سد منافذ التشكيك في مسالة الغيبة التي يحاول فتحها الغاغة من الناس بلا علم ولا معرفة كما هو شانهم في كل عصر وجيل ، وذلك بتصديه لتاليف كتاب (الامامة والتبصرة من الحيرة)، وقد بداه بمقدمة رائعة تعد آية من آيات الابداع والجمال ، في متانة لغتها وسلاسة جملها ، وعذوبة منطقها ، وجمال اسلوبها ، واتزان عرضها ، وقوة حججها ، وسلامة ادلتها . ولعله اول من استهل كتابا من هذا النوع بمقدمة ضافية حاول من خلالها ان يبين سر الغيبة ووقوعها المحتم علي طبق ما نطقت به الاخبار الصحيحة قبل وقوعها ، وربطها بعقيدة الامامة ككل ، وهو الحق الذي لا مرية فيه .

2 – مناظرته في الامامة: حرص الصدوق الاول – رضي الله تعالي عنه – علي ملاقاة العلماء من غير الشيعة الامامية خصوصا من عرف بتعصبه وعناده في مسالة امامة امير المؤمنين عليه السلام ، فكان يدعوهم الي البحث والمناظرة . وقد حصل له ذلك مع محمد بن مقاتل الرازي ، فناظره شيخنا في امامة امير المؤمنين عليه السلام ، واثبت له الحق حتي انجاب الظلام عن عينيه ، وعاد الي رشده فهداه الله تعالي بفضله ، وقيل انه صار بعد المناظرة شيعيا (19) .

ولا يخفي ان اصول المناظرة تحتاج الي ثقافة واسعة ، ومعرفة تامة بحجج الخصم وادلته ، وما يقابلها علي ضوء الاصول والقواعد المقررة عنده ، وهذا يعني ان الصدوق الاول كان علي ثقافة واسعة فيما يرتبط بفهم عقائد الآخرين من غير الشيعة الامامية ، والرد عليها وتفنيدها بما هو متسالم علي صحته عندهم ، والا فليس بتلك السهولة ان ينبذ ابن مقاتل الرازي عقيدته ويتحول الي شيعي في مناظرة واحدة ، لو لم يكن نده قد اتي عليه من كل جانب .

3 – اهانته للحلاج: روي الشيخ الطوسي قدس سره في كتاب الغيبة رواية مسندة تكشف عن تصدي الصدوق الاول وبكل حزم وقوة لمغامرة الحسين بن منصور الصوفي المعروف بالحلاج الذي كان قد اظهر المذاهب الرديئة ، وكان من امره ان قدم الي مدينة قم في زمان الشيخ علي بن بابويه القمي رضي الله تعالي عنه وكاتب اقرباء الشيخ واستدعاهم لتاييده ونصرته ، كما كاتب الشيخ علي بن بابويه نفسه لاجل هذا الغرض ، زاعما انه رسول من الامام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف!

وكيف ان الشيخ علي بن بابويه قد اهانه امام الناس ، وواجه الموقف بكل صلابة وحزم; اذ كذب الحلاج علي رؤوس الاشهاد ولعنه ، وامر غلمانه باهانته وضربه وطرده ، حتي انه هرب من قم كلها ولم يعد اليها البتة ، نظرا لما وجده من صلابة شيخها وفقيهها ازاء كل من ينتحل كذبا تلك المقامات السامية (20) .

المكانة الاجتماعية والنفس الابية في اهانة الحلاج:

في رواية اهانة الحلاج – التي ذكرنا ملخصها – ما يكشف عن ركيزتين لهما ابلغ الاثر في مقومات شخصية الصدوق الاول قدس سره ، وهما:

1 – مكانته الاجتماعية: ذلك لان قطع مادة الفساد في مدينة مثل قم وتكذيب مروجها واهانته وطرده من المدينة ، لا يتم الا لمن كانت له مكانة اجتماعية مرموقة وكلمة مسموعة ، هذا اولا ، وثانيا: ان محاولة الحلاج نفسه تكشف وبوضوح عن مكانة الشيخ في المجتمع القمي ; لان مكاتبته للشيخ نفسه تعني ان محاولة الحلاج كانت مدروسة سلفا ، وذلك باستدراج مراكز القوة في المجتمع ، بحيث حسب انه لو تم له ذلك لكانت قم باسرها رهن اشارته ، وطوع بنانه ; لمحل الصدوق الاول في نفوس القميين علما وادبا وفقها وحديثا .

2 – النفس الابية: وهذا ما يتضح من لسان الرواية المتقدمة ، اذ اشارت الي وقوع اهانة الحلاج وضربه وطرده والبراءة منه ولعنه ، في وقت انشغال الشيخ علي بن بابويه بمهمة الاشراف علي ادارة تجارته التي يقوم بها غلمانه .

وهذا يعني ان لعلي بن بابويه رضوان الله عليه نفسا عزيزة ابية ; اذ لم يعقه مركزه الديني الرفيع ، ولا الاجتماعي المرموق من ان يتخذ مكسبا حلالا طيبا لنفسه ومن يعيله ، لكي يصون به وجهه ، كما هو شان ذوي النفوس العزيزة التي تلتذ بعرق الجبين وتانف من ان تنال لقمتها براح ملساء علي حساب الآخرين ، وتلك هي عيشة الاحرار .

ثانيا: البعد العلمي:

ومن مؤهلات شيخنا الصدوق الاول لتسنم زعامة الفقه والحديث الشيعيين في ازهي مراكز العلم الشيعية (قم) هي الابعاد العلمية في شخصيته ، والتي يمكن الاشارة السريعة اليها علي النحو التالي:

1 – ضخامة مروياته في كتب الحديث: ان من تصفح كتب الشيخ الصدوق يجد مرويات ابيه الصدوق الاول بكثرة مطردة لا تضاهيها مرويات شيخ آخر من مشايخ الصدوق مطلقا ، واذا علمنا ان الشيخ الصدوق هو من اكثر محدثي الشيعة – الذين وصلت الينا كتبهم – رواية علي الاطلاق ، وان ما يرويه فيها عن ابيه فقط قد يقرب من مجموع ما رواه عن غيره ، اتضح لنا مدي الاهتمام البالغ الذي كان يبديه الصدوق الاول في الحفاظ علي تراث اهل البيت عليهم السلام بما فيه من احاديث العقائد والاحكام والسنن والآداب ، والحق ان الصدوق الابن الذي يعد مفخرة من مفاخر المسلمين هو تربية ذلك الرجل العظيم وخريج مدرسته الفقهية والحديثية .

2 – رحلاته العلمية واسفاره: حاول الشيخ علي بن بابويه توسيع دائرة معارفه الاسلامية خصوصا ما يتصل منها بالفقه ورواية الحديث ، وذلك عبر رحلاته العلمية الواسعة واسفاره المتعددة التي التقي خلالها باقطاب التشيع في ذلك العصر لا سيما وكلاء الامام الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف) القاطنين في بغداد .

فقد صرح النجاشي بانه: «كان قدم العراق واجتمع مع ابي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وساله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك علي يد علي بن جعفر بن الاسود يساله ان يوصل رقعة الي الصاحب عليه السلام ويساله فيها الولد» (21) .

ومن كتاب الغيبة للشيخ يعلم بان تاريخ قدوم الصدوق الاول الي بغداد اول مرة واجتماعه مع ابي القاسم 0 كان في اوائل سفارة الحسين بن روح عقيب وفاة ابي جعفر محمد بن عثمان العمري ; اذ صرح بوقوع تلك المسائلة بعد موت ابي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه (22) ، وقد كانت وفاته فيما رواه الشيخ سنة 304 او 305ه (23) ، ولما كانت تلك المسائلة عقيب الاجتماع كما في النجاشي فيمكن تقدير دخوله الي بغداد اول مرة بحدود سنة 306ه .

وهذا التقدير هو المناسب لميلاد الصدوق بعد ذلك بسنة تقريبا – بفضل دعاء الامام الحجة عليه السلام – ويؤيده بلوغه سن التحمل في الرواية في حياة ابيه (ت/329ه) .

وقد قدم الصدوق الاول ثانية الي بغداد سنة 323ه وهي السنة التي استاذن فيها لزيارة بيت الله عز وجل ، وفيها سمع منه التلعكبري وله منه اجازة بجميع ما يرويه – كما سنحقق ذلك في بحث وفاته لاهميته البالغة هناك – وليس سنة 326ه ، كما في تنقيح المقال (24) ، وعنه – ظاهرا – في هامش الفهرست (25) ; اذ وقع الاشتباه في نقل ترجمته من رجال الشيخ ، وذلك بضم ما في ترجمة علي بن حاتم القزويني اليها ، لتماثل العبارات بين الترجمتين بنحو سطر تقريبا ، مع تجاور الترجمتين (26) ، وقد نبه علي ذلك العلامة التستري – رحمه الله تعالي – في قاموس الرجال (27) .

وفي سنة 328ه قدم الي بغداد وفيها اجاز الكلوذاني – شيخ النجاشي – برواية جميع كتبه (28) .

وقد يقال: بانه سافر الي بغداد للمرة الرابعة في سنة 329ه ، لقول الشيخ في ترجمته: «روي عنه التلعكبري قال: سمعت منه في السنة التي تهافتت فيها الكواكب ، دخل بغداد فيها» (29) بتقدير ان سنة التهافت تلك هي سنة 329ه كما صرح بذلك النجاشي (30) ، وسياتي – ان شاء الله تعالي – تحقيق هذا الامر في وفاته ، وسيتضح هناك بانه لم يثبت .

ويستخلص من زياراته المتكررة الي بغداد ، اتصاله الوثيق بفقهاء واعلام التشيع هناك لا سيما نواب الامام الحجة – عجل الله تعالي فرجه الشريف – وسفرائه البررة كابي القاسم الحسين بن روح (ت/326ه)، وابي الحسن علي بن محمد السمري (ت/329ه) علي المشهور (31) .

وثمة فوائد جمة في هذا الاتصال ، لعل ايسرها اطلاعه علي كتب الفقه التي صنفها ابو جعفر محمد بن علي العمري رضي الله تعالي عنه سماعا من ابي محمد الحسن عليه السلام ، ومن الصاحب عليه السلام ، ومن ابيه عثمان بن سعيد عن ابي محمد ، وعن ابيه علي بن محمد عليهما السلام ، تلك الكتب الجليلة التي وصلت الي الحسين بن روح عند الوصية اليه وكانت في يده ، ولا يبعد وصولها من بعده الي السمري – رضي الله تعالي عنه – كما صرح بهذه الكتب شيخ الطائفة قدس سره (32) .

وليس بمستبعد اتصاله برجالات العلم والدين من اهل الكوفة ، ويؤيد ذلك تحديثه عن مشايخ الكوفيين كما سنبينه في مشايخه ، زيادة علي ضرورة زيارته لصاحب المرقد المطهر ، الساقي من حوض الكوثر امير المؤمنين علي عليه السلام .

هذا ، ولم تنحصر اسفاره ورحلاته الي العراق فحسب ، بل سافر الي البيت المعمور لنذر عليه سنة 323ه ، لكنه صد في الطريق من قبل القرامطة ، فرجع الي بغداد سالما ، كما سنشير اليه في بحث وفاته ، ولا يبعد حجه قبل ذلك ، ولقرب الري من قم وهي من المراكز العلمية المهمة فقد زارها ايضا وحدث عن مشايخها ، ولعله سافر الي غيرها ; اذ وجدنا بين شيوخه من نسب الي همدان ، وتفليس ، والدينور ، ونيسابور ، وقرمسين ، ولا يبعد رحيله الي تلك المراكز العلمية في ذلك العصر لغرض اللقاء مع مشايخ الفقه والحديث فيها ، ويحتمل اللقاء بهم في مدينة قم نفسها بصفتها مركز استقطاب العلماء والمفكرين والفقهاء والمحدثين في عصره ، كما لا يبعد ايضا التقاؤه بعلماء ما وراء النهر وخراسان في زياراته لمشهد الامام الرضا عليه السلام .

3 – مشايخه: ان معرفة مشايخ الصدوق الاول متوقفة – في الغالب – علي مراجعة كتب ولده الصدوق 0 ، ولاجل هذا الغرض راجعنا جميع ما تيسر لدينا من كتب الصدوق بالاضافة الي مراجعة كتاب الامامة والتبصرة للشيخ علي بن بابويه وغيرها من المصادر والمراجع الاخري ، فوقفنا علي عدد من المشايخ سنذكرهم علي ترتيب حروف المعجم ، مع الاخذ بعين الاعتبار الاشارة الي روايته عن كل شيخ في الكتاب الواحد مرة واحدة سواء كثرت الرواية عنه في ذلك الكتاب او قلت ، وهكذا في كتب ولده الاخري ، اما ما لم نذكره من كتب الصدوق ازاء اسم كل شيخ من مشايخ ابيه فهذا يعني عدم العثور فيها علي رواية للصدوق ، عن ابيه ، عنه .

هذا ، مع التنبيه علي ما صحف او حرف من الاسماء في الاسانيد ، مع الاشارة الي من لم يكن من مشايخه قدس سره ولكن وجد هكذا في السند لسقط او نحوه ، وهم:

1 – ابراهيم بن عمروس الهمداني ، روي الشيخ علي بن بابويه عنه في كتابه الامامة والتبصرة: 161/13 ب 2 ، وامالي الصدوق: 17/7 م 2 .

2 – احمد بن ادريس (ابو علي الاشعري القمي): الامامة والتبصرة: 161/13 ب 2 ، وامالي الصدوق: 24/1 م 5 ، والتوحيد: 68/22 ب 2 ، وثواب الاعمال: 23/1 ، والخصال 1: 5/13 باب الواحد ، وصفات الشيعة: 1: 9/1 ، وعيون الاخبار 1: 26/10 ب 4 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 43/19 ، وفضائل الشيعة: 69/28 ، وكمال الدين 1: 36 ، ومشيخة الفقيه 4: 16 ، ومصادقة الاخوان: 150/1 ، ومعاني الاخبار: 2/1 .

3 – احمد بن سعد بن عبدالله: عيون الاخبار 2: 22/48 ب 30 .

4 – احمد بن علي التفليسي: الامالي: 249/6 م 50، وعيون الاخبار 2: 51/197 ب 31.

5 – احمد بن محمد ابو علي المطهر: ذكره الشيخ عبدالرحيم الرباني الشيرازي في مقدمة تحقيق معاني الاخبار: 79/4 نقلا عن مستدرك الوسائل 3: 780 .

6 – ادريس (كذا مطلقا): علل الشرائع 2: 397/3 ، ولم اعرفه ، والظاهر انه احمد بن ادريس فسقط من السند (احمد بن) سهوا .

7 – حبيب بن حسين التغلبي: الامالي: 120/3 م 29 .

8 – حبيب بن الحسين الكوفي: علل الشرائع 1: 524/1 ، والظاهر كونه المتقدم .

9 – الحسن بن احمد الاسكيف القمي ، حدثه بالري: الخصال 2: 582/7 ابواب السبعين وما فوقه .

10 – الحسن بن احمد المالكي: الامامة والتبصرة: 198/52 ب 11 ، والامالي: 250/9 م 50 ، وعيون الاخبار: 1: 303/63 ب 28 – وفيه الحسين والصواب ما ذكرناه – وكمال الدين: 1: 202/6 ب 21 ، ومعاني الاخبار: 263/1 .

11 – الحسن بن علي بن الحسين الدينوري العلوي ، رجال النجاشي: 176/464 في ترجمة زكار بن الحسن الدينوري ، وفهرست الشيخ: 75/304 في ترجمة زكار بن يحيي الواسطي ، وفيه (الحسن بن علي بن الحسن الدينوري العلوي) .

12 – الحسن بن علي القاقولي: ثواب الاعمال: 209/11 .

13 – الحسن بن محمد بن عبدالله بن عيسي: عيون الاخبار 1: 20/1 ب 4 .

14 – الحسين بن سعيد الاهوازي: نقله السيد الجلالي في مقدمة تحقيق الامامة والتبصرة: 44 عن روضات الجنات 5: 354 ، وهو موضع تامل لبعد الطبقة .

15 – الحسين بن محمد بن عامر: الامالي 387 /1 م 3 7 ، وعلل الشرائع 1: 289/1 ، ومشيخة الفقيه 4: 16 ، ومعاني الاخبار: 294/1 .

16 – الحسين بن موسي: الامالي: 532/6 م 95 ، ويبعد كونه اباه ، والا لقيده بلفظ (ابي) كما هو المتعارف من سيرة رواية الابناء عن الآباء .

17 – حمزة بن القاسم: الامامة والتبصرة: 181/37 ب 5 .

18 – سعد بن عبدالله الاشعري القمي (من اهم مشايخه علي الاطلاق): الامامة والتبصرة: 153/1 ب 1 والامالي: 16/4 م 2 ، والتوحيد: 18/1 ب 1 ، وثواب الاعمال: 15/1 ، والخصال 1: 2/2 باب الواحد ، وصفات الشيعة: 83/6 ، وعلل الشرائع 1: 3/1 ، وعيون الاخبار 1: 17/4 ب 2 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 20/7 ، وفضائل الشيعة: 63/19 ، وكمال الدين 1: 18 في مقدمة المصنف ، ومشيخة الفقيه 4: 6 ، ومصادقة الاخوان: 132/1 ، ومعاني الاخبار: 1/1 .

19 – عبدالله بن جعفر الحميري: الامامة والتبصرة: 162/14 ب 2 ، والامالي: 33/2 م 8 ، والتوحيد: 347/6 ب 56 ، وثواب الاعمال 1: 11/5 ، وعيون الاخبار 1: 41/2 ب 5 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 61/44 ، وكمال الدين 1: 72 ، ومشيخة الفقيه 4: 6 ، ومعاني الاخبار: 117/1 .

20 – عبدالله بن الحسن المؤدب: الامالي: 21/1 م 4 ، وثواب الاعمال: 22/1 ، والخصال 1: 170/224 باب الثلاثة ، وعلل الشرائع 1: 282/2 ، ومشيخة الفقيه 4: 26 وفيه (الحسين) مكان (الحسن) والصواب ما ذكرناه ، ومعاني الاخبار: 113/1 .

21 – علي بن ابراهيم بن هاشم القمي: الامامة والتبصرة: 209/60 ب 15 ، والامالي: 52/3 م 12 ، والتوحيد: 104/2 ب 7 ، وثواب الاعمال: 30/1 ، والخصال 1: 4/9 باب الواحد ، وصفات الشيعة: 81/2 ، وعلل الشرائع 1: 52/3 ، وعيون الاخبار 1: 13/1 ب 1 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 119/118 ، وكمال الدين 1: 170/26 ب 11 ، ومشيخة الفقيه 4: 7 ، ومصادقة الاخوان: 135/2 ، ومعاني الاخبار: 1/2 .

22 – علي بن الحسين بن سعدك الهمداني: فهرست الشيخ: 72/293 في ترجمة زياد بن المنذر .

23 – علي بن الحسين بن علي الكوفي: التوحيد: 21/12 ب 1 ، وثواب الاعمال: 211/1 ، ومشيخة الفقيه 4: 40 .

24 – علي بن الحسين السعد آبادي: الامالي: 262/4 م 52 ، وثواب الاعمال: 69/3 ، والخصال 1: 16/59 باب الواحد ، وصفات الشيعة: 90/22 ، وعلل الشرائع 1: 44/1 ، ومشيخة الفقيه 4: 27 .

25 – علي بن سليمان الزراري: علل الشرائع 2: 345/2 ، ومشيخة الفقيه 4: 58 وصحف فيه (الزراري) الي (الرازي) .

26 – علي بن محمد بن قتيبة: الامالي: 90/2 م 22 ، والتوحيد: 76/22 ب 2 ، وكمال الدين 1: 240/62 ب 22 .

27 – علي بن موسي الكميذاني: الامالي: 59/2 م 15 ، والخصال: 1: 6/18 باب الواحد ، وعلل الشرائع 1: 283/1 ، وعيون الاخبار 1: 258/14 ب 26 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 76/59 ، ومشيخة الفقيه 4: 31 ، ومعاني الاخبار: 137/1 .

28 – الفتح بن محمد بن علي بن ابراهيم النهاوندي: نقله الرباني في مقدمة تحقيق معاني الاخبار: 81/26 عن عيون الاخبار: 160 ولم اجده في العيون ، والموضع المشار اليه فيه (القاسم) الآتي برقم (30) ويحتمل ان يكون نفسه القاسم ، او اخاه .

29 – فرات بن ابراهيم الكوفي: نقله السيد الجلالي في مقدمة تحقيق الامامة والتبصرة من الحيرة: 44 ، عن ريحانة الادب 5: 104 .

30 – القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم النهاوندي: علل الشرائع 2: 578/4 ، وعيون الاخبار 1: 289/27 ب 28 ، وهو الموضع الذي ذكر فيه اسم (الفتح) مكان (القاسم) في نسخة الرباني كما مر برقم (28) .

31 – محمد بن ابي عبدالله (الظاهر انه البرقي): علل الشرائع 1: 30/3 .

32 – محمد بن ابي القاسم ماجيلويه: الامالي: 16/1 م 6 ، ثواب الاعمال: 131/1 ، وعلل الشرائع 1: 191/1 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 43/20 ، وكمال الدين 1: 289/2 ب 26 ، ومعاني الاخبار: 144/1 .

33 – محمد بن احمد بن خالد (ولم اعرفه): ثواب الاعمال: 220/1 .

34 – محمد بن احمد بن علي بن اسد ابو الحسن الاسدي: الخصال 1: 28/99 باب الواحد .

35 – محمد بن احمد بن علي بن الصلت: الامالي: 69/7 م 17 ، وثواب الاعمال: 16/2 وفيه صحف لفظ (بن) بين احمد وعلي الي (عن) سهوا والصحيح ما ذكرناه ، الخصال 1: 3/4 باب الواحد ، صفات الشيعة: 85/3 ، ومشيخة الفقيه 4: 112 ، ومصادقة الاخوان: 181/1 ، ومعاني الاخبار: 297/3 .

36 – محمد بن احمد بن هشام: ثواب الاعمال: 47/3 ، ورجال الشيخ: 492/4 ، باب من لم يرو عن الائمة عليهم السلام .

37 – محمد بن احمد بن يحيي ، عده في جامع المقال: 117 من مشايخ علي بن بابويه ، وهو بعيد .

38 – محمد بن ادريس: معاني الاخبار: 182/1 ، والظاهر انه محرف احمد بن ادريس .

39 – محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري: علل الشرائع 2: 363/6 .

40 – محمد بن الحسن الصفار: ثواب الاعمال: 128/1 ، وكمال الدين 2: 348/40 ب 33 .

41 – محمد بن علي بن ابي عمران الهمداني: نقله الرباني في مقدمة تحقيق معاني الاخبار: 81/34 عن عقاب الاعمال: 21 .

42 – محمد بن علي الشلمغاني: فهرست الشيخ: 146/616 في ترجمة الشلمغاني نفسه .

43 – محمد بن علي بن الصلت: الخصال 1: 159/206 باب الثلاثة ، ولعله المتقدم برقم (36)، او يكون هذا عمه .

44 – محمد بن معقل القرميسيني: الامالي: 93/4 م 22 ، والخصال 1: 53/68 باب الاثنين ، وعلل الشرائع ، وعيون الاخبار 1: 228/6 ب 22 .

45 – محمد بن موسي: الامامة والتبصرة: 222/74 ب 19 .

46 – محمد بن يحيي العطار: الامامة والتبصرة: 157/2 ب 2 ، والامالي: 44/1 م 1 ، والتوحيد: 82/1 ب 3 ، وثواب الاعمال: 35/1 ، والخصال 1: 3/3 باب الواحد ، وعلل الشرائع 1: 18/2 ، وعيون الاخبار 1: 23/9 ب 4 ، وفضائل الاشهر الثلاثة: 71/51 ، وكمال الدين 1: 69 ، ومشيخة الفقيه 4: 5 ، ومصادقة الاخوان: 131/1 ، ومعاني الاخبار: 5/1 .

47 – محسن بن احمد: كما في الاستبصار 1: 486/1884 قال: «فاما ما رواه علي بن الحسين بن بابويه ، عن محسن بن احمد ، عن ابان بن تغلب بن عثمان … الخ » ، وهو بعيد ، والظاهر انه علي بن الحسن كما في معجم رجال الحديث 14: 194 .

48 – ابوخلف العجلي: رجال الشيخ: 438/1 من لم يرو عن الائمة عليهم السلام، باب الكني.

هذا ، وقد وجدت في بعض الاسانيد ، روايته عن علي بن الحكم ، وفي بعض روايته عن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن ابن ابي عمير ، ولم اعتن بمورديهما لظهور السقط في سند الاولي او الارسال ، مع اشتباه الناسخ في الثانية والصحيح علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير ، بقرينة سائر الروايات .

4 – تلاميذه والرواة عنه: ومن علائم شخصيته العلمية ، انه تخرج علي يديه ، وروي عنه مجموعة من اعلام الشيعة ذكر الشيخ الرباني عشرة منهم (33) ، واوصلهم السيد الجلالي الي اربعة عشر شخصا (34) .

وسنقتصر علي ذكر اشهرهم ، مع مناقشة عد الكليني رحمه الله تعالي منهم ، وهم:

1 – ولده الشيخ الصدوق (ت/381ه) قدس سره ، الذي طبقت شهرته الآفاق واطراه المؤالف والمخالف ، واعجب من حفظه وفقهه حتي مشايخه ، نسال الله تعالي ان يوفقنا لان نعطيه في سلسلة (من فقهائنا) بعض حقه .

2 – الفقيه احمد بن علي بن داود القمي .

3 – الفقيه المشهور جعفر بن محمد بن قولويه رضي الله تعالي عنه ، صاحب كتاب كامل الزيارات .

4 – الفقيه محمد بن علي بن عبدك الجرجاني .

5 – قطب الاجازات العلمية في رواية الحديث الشيخ هارون بن موسي التلعكبري رحمه الله تعالي – قال عنه شيخ الطائفة «جليل القدر ، عظيم المنزلة ، واسع الرواية ، عديم النظير ، روي جميع الاصول والمصنفات ، مات سنة خمس وثمانين وثلثمائة » (35) .

مناقشة رواية ثقة الاسلام عن الصدوق الاول:

صرح في روضات الجنات – بعد ان ذكر بعض مشايخ الصدوق الاول – برواية ثقة الاسلام الكليني عنه في مورد واحد فقط ، فقال: «ولكن لا رواية له عن الكليني ، ولا له رواية عنه الا في حديث واحد من ابواب اصول الكافي » (36) وقال السيد البروجردي في تجريد اسانيد الكافي في المقدمة الرابعة في بيان من روي عنه المصنف (اي: الكليني) ما نصه:

«الاول: ابن بابويه ، روي عنه في الكتاب [اي: الكافي] حديثا واحدا ، والظاهر ان المراد به علي بن الحسين بن موسي بن بابويه ابو الحسن القمي (ت/329ه)» (37) .

اقول: ان لفظة «ابن بابويه » وردت في اصول الكافي فعلا في كتاب الحجة باب مولد الامام علي بن الحسين عليهما السلام ، ولكن لا يعلم الي الآن هل هي من خط صاحب الكافي ؟ او الحقت فيما بعد – لغاية – من قبل النساخ ؟ هذا اولا ، وثانيا: هل هي «ابن بابويه » ؟ ام مصحفة عن «ابن بانويه » وبانويه لقب لسلامة ام الامام زين العابدين عليه السلام كما هو صريح احاديث الباب من الكافي ، وثالثا: هل ان لفظة «ابن بابويه » متصلة بمتن الحديث الثالث من احاديث الباب ؟ او انها بداية لاسناد الحديث الرابع ؟

وللاجابة علي هذه الاسئلة ذهب علماؤنا مذاهب شتي ، ولعل اجودها ما سنذكره ونشيد صرحه بعد ذكر الحديثين الثالث والرابع من الباب المذكور لكي يتحدد موقع لفظة (ابن بابويه) بالضبط ، وهما كما في نسخ الكافي:

«3 – علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عيسي ، عن حفص بن البختري ، عمن ذكره عن ابي جعفر عليه السلام قال: لما مات ابي علي بن الحسين عليه السلام جاءت ناقة له من الرعي حتي ضربت بجرانها علي القبر ، وتمرغت عليه ، فامرت بها فردت الي مرعاها ، وان ابي عليه السلام كان يحج عليها ويعتمر ولم يقرعها قرعة قط .

ابن بابويه .

4 – الحسين بن محمد بن عامر ، عن احمد بن اسحاق بن سعد ، عن سعدان بن مسلم . . .» (38) .

وقد وردت لفظة «ابن بابويه » في الوافي ومرآة العقول بعد جملة: «ولم يقرعها قرعة قط » مباشرة ، وليست في بداية سطر جديد ، مع الفصل بينهما بنقطة (39) .

ولما كان وقوع مثل هذه اللفظة في نهاية حديث غير معهود في الكافي لذا اختلفوا في توجيهها ، ولعل افضل ما قيل ما حاصله:

ان هذه اللفظة وردت للتنبيه من قبل النساخ الاوائل علي ان الحديث الرابع انما هو في نسخة الشيخ الصدوق محمد بن علي من الكافي دون سائر النسخ نظير ما وقع في بعض المواضع من الكافي: (في نسخة الصفواني) و (وفي رواية النعماني: كذا) (40) .

اقول: ويؤيد هذا الوجه عشرة وجوه وهي:

1 – ان (ابن بابويه) ينصرف الي الابن في الغالب وقد يطلق نادرا علي الاب .

2 – ورود اللفظ في آخر الحديث الثالث ، لا في سند الحديث الرابع ، كما في المطبوع من الكافي وسائر نسخه الاخري التي رآها المحقق الداماد (41) .

3 – سند الحديث الرابع ابتدا بشيخ الكليني الحسين بن محمد بن عامر .

4 – الكليني لم يرو في الكافي اصولا وفروعا وروضة بالواسطة عن شيخه الحسين بن محمد بن عامر ، علما ان رواياته عنه في فروع الكافي فقط بلغت اربعمائة وعشرة موارد (42) .

5 – ليس المعهود من طريقة الكليني الرواية عن اي من مشايخه بالواسطة .

6 – المشهور بين العلماء ان الكليني لم يرو عن علي بن بابويه ، ولا علي بن بابويه عنه لعدم اتفاق اللقاء بينهما .

7 – لا يعلم ان احدا – منذ زمن الكليني الي اليوم – قد نقل حديث الكافي بصورة: «محمد بن يعقوب ، عن ابن بابويه ، عن الحسين بن محمد بن عامر» كما هو داب الكثيرين منهم .

8 – لا يبعد ان تكون للصدوق نسخة من الكافي تختلف عن نسخة الصفواني والنعماني بما يرتبط بهذا الحديث ، خصوصا وانه صرح في اول الفقيه باعتماده علي كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع ، وقد كان الكافي من جملتها كما يبدو من ذكر طريقه الي ثقة الاسلام ، واما عن اصول الكافي فقد اختصره الشيخ الصدوق بيده ، وتوجد من مختصره نسخة خطية في مكتبة امير المؤمنين العامة في النجف الاشرف بعنوان منتخب اصول الكافي وبرقم (1635/6 ج 1) كما في فهرست مخطوطاتها الخطي الموجود في المكتبة نفسها (43) .

9 – شرع الكليني رحمه الله بتصنيف الاصول قبل الفروع والروضة من الكافي كما هو صريح ديباجة الكافي التي اشار فيها الي ضرورة الابتداء بكتاب العلم .

وهذا يعني ان الاصول قد تم تاليفه بوقت مبكر من عمر العشرين سنة التي امضاها الكليني في تصنيف الكافي ، فان قدر هناك ثمة لقاء بينهما ، فليكن في بغداد ، وان قلنا بان الكافي لم يتم تاليفا عند اول لقاء بينهما في بغداد ، فلا اقل من اتمام تاليف الاصول منه وقتئذ ، خصوصا وانه شرع في التاليف حدود سنة (290ه) لروايته فيه عن الصفار المتوفي فيها .

10 – لو كان سند الحديث الرابع مبتدا ب (ابن بابويه) للزم ان يكون بعده لفظ (عن)، كما هو المشهور من طريقة الكليني في سوق الاسناد ، والحال ليس كذلك .

ويمكن ان يضاف الي هذه الوجوه وجها آخر ، وهو ان الشيخ الكليني انما يروي الحديث الواحد او الحديثين عمن لم تكن له شهرة في كتب الرجال ، بل يروي المئات عن المشهورين كما لاحظناه في مشايخه ، وهذا الوجه الاخير وان كان لا يقاس عليه الا ان طريقة الكليني رحمه الله – ظاهرا – هي هذه ، فلو قدر اللقاء بينهما لاكثر ثقة الاسلام من الرواية عنه علي فرض تقدم سنه لانه من الاجلاء ، والا فلا يخلو الامر من احد احتمالين:

اما عدم اللقاء كما هو المشهور بين العلماء ، وفي النفس منه شي ء لان الكليني حدث عن المشايخ القميين مع قرب كلين من قم ، وهذا يحتمل اللقاء بينهما ، والا فاستبعاده عنهما ببغداد مستبعد .

واما انه كان ينظر اليه انه من القرناء ، ومن يطلب السند العالي – كثقة الاسلام – لا يروي عن القرين .

مؤلفاته:

للصدوق الاول قدس سره مؤلفات عدة ، اكثرها في الفقه كما يتضح من فهرستها عند النجاشي والطوسي وابن شهرآشوب رحمهم الله (44) ، وهي:

1 – كتاب التوحيد ، لم يذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء .

2 – كتاب الوضوء .

3 – كتاب الصلاة .

4 – كتاب الجنائز .

5 – كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة ، ذكره الشيخ في الفهرست بعنوان: كتاب الامامة والبصيرة من الحيرة .

6 – كتاب الاملاء (نوادر)، جعل النوادر مستقلا عن الاملاء في الفهرست والمعالم .

7 – كتاب المنطق ، وفي الفهرست والمعالم (النطق)،

8 – كتاب الاخوان ، وفي الفهرست: كتاب الاخوان والالف ، وهذا الكتاب عند بعض المحققين هو كتاب مصادقة الاخوان ، المشهور النسبة الي الشيخ الصدوق ابي جعفر .

9 – كتاب النساء والولدان .

10 – كتاب الشرائع ، وهو الرسالة الي ابنه عند النجاشي ، وفي الفهرست والمعالم جعلت الرسالة غير الشرائع .

11 – كتاب التفسير .

12 – كتاب النكاح .

13 – كتاب مناسك الحج .

14 – كتاب قرب الاسناد .

15 – كتاب التسليم ، وفي الفهرست: كتاب التسليم والتمييز ، وجعله في المعالم كتابين: التسليم ، التمييز .

16 – كتاب الطب .

17 – كتاب المواريث .

18 – كتاب المعراج ، لم يذكر في الفهرست والمعالم .

كما نسب له كتاب الحج ، مع عبارة: (لم يتمه) في الفهرست والمعالم ، ولم يذكره النجاشي ، وقد اتضح ان النجاشي لم يذكر له الا ثمانية عشر كتابا ، بينما ذكر له الشيخ عشرين كتابا ، وكذلك ابن شهرآشوب .

والذي يؤسف علي كتبه ضياع معظمها ; اذ لم يبق منها الا النزر اليسير (45) ، وما وصل منها الي قريب من زماننا هو اليوم في عداد الكتب المفقودة من تراثنا !

ولما لم يكن بايدينا شي ء من كتبه الفقهية غير المنقول عنها في كتب الفقهاء ، لا سيما كتب ولده الشيخ الصدوق الذي اكثر في النقل من رسالة والده – الفقهية – اليه ; لذا سيكون الحديث عن تلك الرسالة – واهميتها والمنهج الفقهي فيها وما يتصل بها من امور اخري ، وعلي نحو الاختصار .

«للبحث صلة »

الهوامش:

1) ورد في الاثر عن الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام انه قال لرجل قد اعترض عليه في مسالة فقهية: «يا هذا ، لو صرت الي منازلنا ، لاريناك آثار جبرئيل في رحالنا ، ايكون احد اعلم بالسنة منا ؟ » نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني ص 45 ، نقلا عن جهاد الامام السجاد زين العابدين عليه السلام للسيد الجلالي: 130 .

2) عن رقية بن مصقلة قال: دخلت علي ابي جعفر عليه السلام فسالته عن اشياء – الي ان قال: – فقلت له: ما تقول في المسح علي الخفين ؟ فقال: «كان عمر يراه ثلاثا للمسافر ، ويوما وليلة للمقيم ، وكان ابي [اي الامام علي عليه السلام] لا يراه في سفر ولا حضر» ، فلما خرجت من عنده فقمت علي عتبة الباب فقال لي: اقبل ، فاقبلت عليه ، فقال: «ان القوم كانوا يقولون برايهم فيخطئون ويصيبون ، وكان ابي لا يقول برايه » . تهذيب الاحكام 1: 361/1089 ، والوسائل 1: 459/1216 ، باب 38 من ابواب الوضوء .

3) تاريخ الادب العربي/ احمد حسن الزيات: 210 . وتاريخ آداب اللغة العربية/ جرجي زيدان: 1: 460 .

4) ذكر معظم هؤلاء الفقهاء ابن النديم في الفهرست ، وقد ذكر لبعضهم ترجمة يسيرة ، فراجع .

5) صلة تاريخ الطبري/القرطبي: 95 – 96 .

6) خاتمة وسائل الشيعة 30: 165 – آخر الفائدة الرابعة .

7) ذكر في معجم البلدان في اثناء حديثه عن مدينة قم حكاية طريفة جرت بين والي قم وهو من اهل السنة ، وبين وجهاء القميين ، ولا يبعد ان تكون موضوعة للتشهير بها علي الشيعة الا انها تدل علي كون قم من حصون التشيع المنيعة . انظر معجم البلدان 4: 394 – 397 .

8) انظر مقدمة تحقيق اللمعة للسيد محمد كلانتر 1: 44 – 45 .

9) كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 390/357 .

10) انظر كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 373 – 378/345 .

11) اللوامع شرح من لا يحضره الفقيه (فارسي): 149 ، نقلا عن مقدمة تحقيق كتاب من لا يحضره الفقيه بقلم السيد حسن الخرسان ، ص (د)، وقد استغرب السيد الجلالي هذا العدد فاحتمل تصحيف (بيست هزار) الي (دويست هزار) اي تصحيف (عشرين الفا) الي (مائتي الف) لتشابه الرسم بينهما في الكتابة الفارسية . راجع مقدمة تحقيق كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة بقلم السيد المحقق محمد رضا الجلالي: 36 .

12) انظر روضة المتقين 14: 493 باب الكني ، وسفينة البحار 1: 410 .

13) لسان الميزان 2: 1 في ترجمة بابويه بن سعد ، كذا نقله العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي في مقدمة تحقيق الامامة والتبصرة من الحيرة: 20 .

14) استعنا بتفصيل اسماء الاسرة بالجدول المعد لهذا الغرض في مقدمة تحقيق مصادقة الاخوان .

15) روضة المتقين: 14 / 16 .

16) انظر الدراية/الشهيد الثاني: 125 ، و مقباس الهداية: 1: 307 – 308 .

17) راجع ارقام التراجم التالية في فهرست منتجب الدين: 3 ، 4 ، 55 ، 72 ، 75 ، 76 ، 77 ، 178 ، 195 ، 228 ، 302 ، 528 .

18) لمعرفة المزيد من ابعاد شخصية الصدوق الاول ومؤهلاته راجع مقدمة تحقيق كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة للعلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي فقد ابدع يراعه في استيفاء هذا الجانب ، وسائر الجوانب الاخري المتصلة بحياة شيخنا علي بن بابويه قدس سره ، وقد استفدت منها كثيرا في هذا البحث .

19) رياض العلماء 4: 6 .

20) كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 402/377 .

21) رجال النجاشي: 261/684 .

22) كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 330/266 .

23) كتاب الغيبة/الشيخ الطوسي: 366/334 .

24) تنقيح المقال 2 / 283 .

25) فهرست الشيخ: 93 ، هامش الترجمة رقم 382 الخاصة بعلي بن بابويه .

26) راجع رجال الشيخ: 482/33 و34 ، باب من لم يرو عن الائمة عليهم السلام .

27) قاموس الرجال: 7 / 436 .

28) رجال النجاشي: 262/684 .

29) رجال الشيخ: 482/34 ، باب من لم يرو عن الائمة عليهم السلام .

30) رجال النجاشي: 262/684 .

31) في رواية الصدوق – كما سياتي في بحث وفاة الشيخ علي بن بابويه – ان السمري مات سنة 328ه ، وان كان النقل عن الصدوق مقدما لقرب العصر الا ان المشهور هو ما ذكرناه .

32) كتاب الغيبة: 363/328 .

33) مقدمة تحقيق معاني الاخبار: 81 – 82 .

34) مقدمة تحقيق الامامة والتبصرة: 46 – 52 .

35) رجال الشيخ: 156/1 في من لم يرو عن الائمة عليهم السلام .

36) روضات الجنات: 4 / 278 .

37) تجريد اسانيد الكافي: 1 / 32 .

38) اصول الكافي: 1 / 467 – 468/3 و4 ، باب 117 من كتاب الحجة .

39) انظر: الوافي: 2 /764 ، ح 1387 من المجلد الثالث ، و مرآة العقول: 6 / 9 ح 3 .

40) المصدران السابقان بنفس الجزء والصفحة .

41) الوافي: 2 /764 ، ح 1387 من المجلد الثالث .

42) الشيخ الكليني البغدادي وكتابه الكافي (الفروع): 364 – 368 .

43) اقول: انما ذكرنا هذا التحديد لكي لا يتقول احد فيزعم بان كلامنا هذا رجم في الغيب ، فقد قرات ذلك في الفهرست المذكور سنة 1987م وطلبت بوقتها من الحاج يوسف رحمه الله وكان امينا علي المكتبة ان يريني هذا الكنز الثمين فاعتذر لاسباب تخص المكتبة نفسها ازاء المخطوطات، وباعتقادي انها كانت اسباب امنية قاهرة، اذ لم يمتنع هذا الشيخ رحمه الله من توفير كل ما احتجته من المكتبة حين ذاك.

44) رجال النجاشي: 261/684 ، وفهرست الشيخ 93/381 ، ومعالم العلماء 65/439 .

45) راجع ما كتبه السيد الجلالي في تحقيقه كتاب الامامة والتبصرة تحت عنوان: (الموجود من كتبه): 81 – 90 .

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

خروج از نسخه موبایل